
تعاني المرأة من ظلم كبير في مجتمعاتنا العربية، ويتجسد هذا الظلم بسلبها العديد من حقوقها، والكثير من النساء العربيات وجدن في العديد من المجالات طريقاً للتعبير عن أنفسهم، سواء عن طريق المنظمات النسائية أو السياسة أو الفن والموسيقى والتمثيل، والبعض الأخر وجد في الرياضة سبيل للتعبير عن نفسه، لذلك سنتحدث في هذا المقال عن المصرية نور الشربيني المتوجة ببطولة العالم للاسكواتش بكونها أصغر لاعبة تحقق اللقب العالمي، وبهذا الإنجاز تكون نور قد سارت على خطى عديد النجمات العربيات الذين وصلن للعالمية أمثال السورية غادة شعاع والجزائرية حسيبة بولمرقة والمغربيتان نوال المتوكل وحسناء بنحسي والتونسية حبيبة غريبي والبحرينية مريم يوسف جمال.
فكونوا معنا للتعرف على المصرية نور الشربيني…
الإنجاز الخالد
استطاعت اللاعبة المصرية الصاعدة نور الشربيني من دخول تاريخ رياضة الاسكواش من أوسع أبوابه بتتويجها ببطولة العالم للاسكواش في ماليزيا بعد تغلبها على البريطانية لاورا ماسارو بنتيجة 3-2، ووصلت نور للنهائي بعد تغلبها في نصف النهائي على مواطنتها نوران جوهر بنتيجة 3-0.
دخلت نور المصنفة خامسة عالمياً التاريخ مرتين بهذا الإنجاز أولاً بكونها أول مصرية تعانق لقب بطولة العالم، وثانياً بكونها أصغر لاعبة تحقق لقب بطولة العالم بعمر عشرين سنة، إضافة إلى ذلك كسبت الجائزة المالية البالغة 186 ألف دولار أمريكي.
مسيرة البطلة نور الشربيني
ولدت نور في الأول من نوفمبر عام 1995 في مدينة الاسكندرية المصرية، وعند بلوغها سن السادسة انضمت لصفوف نادي سموحة لممارسة رياضة الاسكواش بعد أن أحبت هذه الرياضة التي كان يمارسها شقيقها الذي يكبرها بسنتين، وعند بلوغها السابعة شاركت في أول بطولة لها (كأس مصر لتحت ال 11 عاماً) لكنها خسرت البطولة، وبعد أشهر قليلة لم تفقد نور الأمل وأصرت على الفوز فشاركت في البطولة مجدداً وحققت أول لقب في مسيرتها.
منذ بلوغها سن الثالثة عشر بدأت نور طريقها إلى العالمية، ففي عام 2009 حققت لقب بطولة العالم للناشئين في الهند وأصبحت أصغر لاعبة تفوز باللقب العالمي، وبعدها حققت لقب بطولة بريطانيا لتحت 13 سنة و15 سنة و19 سنة خمس مرات، وعند بلوغها سن السابعة عشر وتحديداً عام 2012 أصبحت نور أول مصرية وأصغر لاعبة تصل لنهائي بطولة بريطانيا المفتوحة، وأصبحت أصغر لاعبة في تاريخ رياضة الاسكواش تدخل ضمن تصنيف العشرة الأوائل في العالم بعد أن شاركت في بطولة العالم للشباب، وبعدها ارتقت للتصنيف الثاني عالمياً، وأخيراً اختتمت إنجازاتها في ماليزيا في تاريخ 30 نيسان من عام 2016 بلقب بطولة العالم في ماليزيا.
نسبت نور الفضل في تألقها إلى عائلتها التي دعمتها صغرها، ورتبت حياتها بناء على حياة نور، فسافروا معها أينما ارتحلت في مشاركاتها الخارجية، وأكد والد نور أنها تستحق كل هذا الدعم لأنها مجدة في عملها وموهوبة ومتواضعة وأحبت اللعبة منذ أن كان عمرها خمس سنوات، وشدد على أن الفضل الأول في إنجازاتها يعود لمدربيها منذ صغرها، حتى خلال دراستها المدرسية تلقت نور دعم من المدرسة بتأجيل امتحاناتها لحين عودتها من السفر خلال مشاركتها في البطولات، وحتى خلال دراستها الجامعية أصبح الأساتذة يعيدون الدروس مرة أخرى لها.
وصرح مدرب اللاعبة رشدي مبروك: أنه رآها أول مرة تلعب الاسكواش عندما كانت في السادسة من عمرها، وأعجبه طريقة حملها للمضرب وكيفية لعبها وحماسها الشديد للعب، فهذا الشيء شده بقوة لها، وقرر أن يكون مدربها الشخصي لوقتنا الحاضر، وأكد مبروك أن نور استطاعت أن تعيد كتابة تاريخ لعبة الاسكواش فى مصر والعالم وأصابت كبار لاعبي الاسكواش بالإحباط، خاصة نيكول ديفيد الماليزية، التى سحقتها فى عقر دارها وفى ملعبها المكتوب باسمها بماليزيا، وفازت عليها وحصلت على اللقب، وأكد أن نور أصابت صخرة العالم فى الاسكواش نيكول ديفيد بعقدة نفسية وأصبحت حديث الشارع فى ماليزيا.
المديح انهال على نور من المقربين منها ومن الجميع، وأثبتت مجدداً أن المرأة العربية قادرة على العطاء وإثبات نفسها في جميع المجالات، وانت عزيزي القارئ ما رأيك بهذه النجمة المصرية؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق